يعاني كثير من الناس في بعض الأحيان وبين فترة وأخرى ، من صداع شديد مزمن ولشدة ألمهم يعتقدون أنها مشكلة عضال وأن هذه المشكلة يترتب عليها تبيعاتها من أمراض خطرة ويبدؤون بالخوف وتدور بهم الظنون أيما مدار ، وعندما تطلب منهم وصف هذا الصداع يخبرونك أنه ألم شديد في الرأس ويؤثر على عيونهم فتؤلمهم ولا يعرفون أن حقيقة الأمر أنه ألم في العين وينجم عن هذا الألم ذلك الصداع الحاد .
وبالفعل يندهش الكثير من الناس الذين لا يشتكون من ضعف في مستوى النظر لديهم أو أن نسبة ضعف مستوى النظر لديهم لا تتعدى 5% بالعين الواحدة أو أقل من هذه النسبة بالعينين الاثنتين (الرؤية المزدوجة).
حينما يعلمون أن هذه النسبة البسيطة من الضعف تقف خلف معاناتهم من الصداع المزمن، وأن النظارة الطبية والتي يتهربون من استخدامها هي العلاج الناجع لمعاناتهم المستمرة. في الواقع أن الصداع ليس مرضا بحد ذاته وإنما هو عرض (وسيلة تنبيه من الدماغ لوجود مشكلة ما) لأمراض كثيرة تصيب الجسم، ولتعدد وتشابه علامات الصداع فانه يتطلب من الفاحص البحث عن مسبب هذا الصداع عن طريق الكشف على العديد من أعضاء الجسم ووظائفها وعمل بعض التحاليل اللازمة وربما المرور على عدة عيادات مختلفة للوصول إلى المسبب مما يتطلب الكثير من الوقت والمراجعات والجهد على المريض.
فاسمحوا لي أن أصحبكم بجولة تعريفية مبسطة حول الصداع وأنواعه وكيفية تشخيصه مع التركيز على أمراض العيون والعيوب البصرية المسببة للصداع ودور تصحيح النظر في العلاج، ليتمكن كل واحد منا للقيام بدوره في إيصال الحالة المرضية لديه للطبيب الفاحص لاختصار الوقت اللازم لتحديد مسبب الصداع لديه.
٭ ينقسم الصداع إلى:
٭ صداع عضوي: وهو صداع يحدث بسبب مرض أو إصابة عضوية ونسبة حدوثه تقل عن 10% من مجموع حالات الصداع، والصداع العضوي قد ينشأ عن أسباب عدة منها:
1- ارتفاع ضغط الدم الكبير والحاد.
2- التهاب الأذن الوسطى الشائع عند الأطفال.
3- التهاب الجيوب الأنفية.
4- مشاكل الأسنان.
5- صداع ما قبل الحيض.
6- الإمساك.
٭ صداع غير عضوي: وهو الصداع الذي لا يحدث بسبب مرض أو إصابة ونسبة حدوثه تتجاوز 90% من حالات الصداع. الصداع غير العضوي قد ينشأ بسبب تبدلات فسيولوجية أو عن تبدلات وظيفية في مناطق معينة من الرأس كالأوعية الدموية والعضلات والتي تنتج عن استجابة الجسم لمحرضات تحدث تبدلات في الوظائف.أكثر أنواع الصداع غير العضوية شيوعا هي:
1- الصداع النصفي (الشقيقة): مرض الصداع النصفي ينتج عن توسع شديد في الأوعية الدموية خارج القحف (الموجودة في فروة الرأس) مما يؤدي إلى انضغاط على النهايات العصبية المحيطة بالأوعية الدموية مطلقة الألم وهذا يفسر طبيعة الألم النابض. وهذا أيضا يفسر الألم العيني في أغلب أنواع الصداع النصفي لكون الطبقة الخارجية للعين تأخذ الألياف العصبية من نفس العصب (مثلث التوائم) الذي يحيط بالأوعية الدموية خارج القحف في نفس الوقت يحصل تقبض في الأوعية الدموية داخل القحف مما يؤدي إلى حدوث الأعراض العصبية المرافقة للنوبة الألمية. الصداع النصفي نوعان صداع نصفي عادي لا يشعر فيه المريض بدنو النوبة وتستمر نوبته من 4 - 72 ساعة حيث يشعر بألم في جانب الرأس أو الجانبين وقد يكون نابضا أو متوسطا أو شديدا مع القيء وشعور بالغثيان وحساسية للأصوات. وصداع نصفي تقليدي وفيه يشعر المريض بدنو النوبة مرتين على الأقل سنويا. وقد تستمر النوبة 3 أيام ويسبقها توتر عصبي وتشوش الرؤية. فيرى الشخص أثناءها الخطوط متعرجة وأضواء مبهرة (كفلاش) أو يفقد النظر موقتا مع صعوبة في الكلام والشعور بضعف الذراعين والساقين وتنميل بالوجه واليدين وألم في الجبهة والفكين والأذنين وحول العين.
2- صداع التوتر: لا يعلم الأطباء سبب صداع التوتر بالضبط. هناك أناس كثيرون لا يعانون من نوبات صداع التوتر إلا بشكل متقطع، بينما يعاني منه آخرون بشكل يومي تقريبا أو مرتين أو أكثر أسبوعيا. عادة ما ينشأ صداع التوتر مع منتصف العمر، ويستمر جيئة وذهابا لعدة سنوات. الإحساس الطبيعي في حالات الصداع عبارة عن ضيق أو ضغط مستمر، وغالبا يأتي في شكل رباط ضيق يحيط بالرأس. وغالبا ما يبدأ الصداع في أواخر النهار وقد يستمر لبضع دقائق أو أيام أو شهور بل وسنين.
وقد لا يكون الألم ملحوظا إلا بالكاد أو حادا أو يقع بين هذا وذاك. وقد ترتفع شدته وتذوي، ومن أسبابه تصلب العضلات بالكتفين أو الرقبة أو بفروة الرأس أو الفك. والإجهاد والاكتئاب والقلق، وقد يكون لكثرة العمل أو قلة النوم أو الأكل، وهو أكثر أنواع الصداع انتشارا.
0 التعليقات
إرسال تعليق