إن من أكثر الأسئلة التي يرددها الملحدين هذا السؤال " لماذا خلق الله الشر " معتقدين أنهم بذلك أفادوا الظلم على الله عز وجل ونفوا بالتالي وجوده تعالى الله عز وجل عن ما يقولون علواً كبيراً ، وفي هذا المقال سننسف بإذن الله معتقدهم ونوضح كيف أوجد الشر ولماذا نسميه شراً ، ومن الذي أوجده ، ولماذا نحن أحراراً في فعله .
هناك الكثير من المقالات التفصيلية على كثير من المواقع والتي توضح الأمر لكننا سنوضح لكم الفكرة علمياً ومنطقياً
وبمقال يسير وسهل لتتمكنوا من فهم رد هذه الشبهة على الملحدين إن صادفتم أحدهم ووضع لكم هذه الشبهة
ورغم أن هذه الشبهة وكثير من الشبه تم ردها على الملحدين وأثبت العلم والمنطق خطأها إلا أن بعضهم يصر نفس شبهته رغم علمه بخطأها لا لشيء إلا لأنه لا يريد أن يكون مؤمناً
لأن الإيمان يلزمه بالعبادة لله عز وجل ورقابة الله عز وجل وبالتالي عدم الوقوع في المعاصي
وهو يريد أن يكون حراً حرية مطلقة لا أحد فيها يراقبه حتى يقع في شر أعماله فيموت ضحية لها في الدنيا
ثم موقفه في الآخرة أشد وأدهى تذكرت وأنا أسرد هذا الكلام حوار دار بين ملحد ومسلم
قال فيه الملحد للمسلم ما موقفك لو مت فلم تجد حساباً وعقاباً
فابتسم المسلم وقال له ليس أسوء من موقفك إذا قمت من ميتتك ليوم الحشر .
فهم يريدون منك أن تخاطبهم بالمنطق والأدلة العلمية القاطعة ثم عندما تستخدمها معهم ينثرون شبهاً أخرى
ويكررون ذات الشبهة لغيرك رغم علمهم ببطلانه كما يتغنون بنظرية دارون التي كتبت في القرن السابع عشر
والتي أثبت العلم الحديث أنها نظرية مغلوطة وأن الحياة لا يمكن أن تنشأ من العدم وأن هناك مدبر ومنظم للخلق
ورغم أن اثباتات العلم الحديث كانت بالدليل القاطع وفندت كل عناصر هذه النظرية لا زالوا يتغنون بها
إلا ما رحم ربي من الملحدين لجهلهم عن الله عز وجل وقلة علمهم وتأثرهم ببعض شبه الملحدين لأنهم لا يعلمون ردها
وحتى نوضح الموضوع قال الله عز وجل " إنا هديناه النجدين إما شاكراً وإما كفورا "
فقد خلق الله عز وجل الملائكة للعبادة فقط وبالتالي فهم معصومين عن الوقوع في الخطأ .
أما البشر فقد خلقهم الله أحراراً يتحكموا في تصرفاتهم ويستطيعون ضبطها للخير أو الشر
ولذلك وضع لهم الأجر والثواب الجزيل لمن يطيعه ويجتهد في عبادته
وكون الله عز وجل أودع فيك معرفة أن هذا خير وهذا شر
فهذا بحد ذاته فطرة تؤكد أنك يمكنك أن تفعل الشر ولكنك ستعرف أنه شر وخطأ كما يفعل الظالمون في هذا العصر
ولولا نظرنا للشر فسنجده هو انعدام الخير .
فأنت إذا تخليت عن فعل الخير في موقف يتطلب منك اتخاذ قرار حازم فيه فحتماً ستفعل الشر والعكس .
وبالتالي فإن الشر كما الظلام ظاهرة علمية لا يمكن دراستها لأنها تنجم عن غياب الأمر الآخر
فلو غاب الضوء " الذي يدرس وله سرعة وخصائص " فسيظهر الظلام كنتيجة لغياب الضوء
وكذلك لو غاب الخير عنك في موقف فسيظهر عليك الشر وهو بالتالي نتيجة لتقصير وليس ظاهرة
ولأن الله أرادنا أحرارا .. والحرية اقتضت الخطأ ولا معنى للحرية دون أن يكون لنا حق التجربة والخطأ والصواب والاختيار الحر بين المعصية والطاعة. وكان في قدرة الله أن يجعلنا جميعا أخيارا وذلك بأن يقهرنا على الطاعة قهرا كالملائكة ,وكان ذلك يقتضي أن يسلبنا حرية الاختيار. وفي دستور الله وسنته أن الحرية مع الألم أكرم للإنسان من العبودية مع السعادة .. ولهذا تركنا نخطيء ونتألم ونتعلم وهذه هي الحكمة في سماحه بالشر.
ومع ذلك فإن النظر المنصف المحايد سوف يكشف لنا أن الخير في الوجود هو القاعدة وأن الشر هو الاستثناء ,فالصحة هي القاعدة والمرض استثناء ونحن نقضي معظم سنوات عمرنا في صحة ولا يزورنا المرض إلا أياما قليلة وبالمثل
الزلازل هي في مجملها بضع دقائق في عمر الكرة الأرضية الذي يحصى بملايين السنين وكذلك البراكين وكذلك الحروب هي
تشنجات قصيرة في حياة الأمم بين فترات سلام طويلة ممتدة.
ثم أننا نرى لكل شيء وجه خير فالمرض يخلف وقاية والألم يربي الصلابة والجلد والتحمل, والزلازل تنفس عن الضغط المكبوت في داخل الكرة الأرضية وتحمي القشرة الأرضية من الانفجار، والبراكين تنفث المعادن والثروات الخبيئة الباطنة وتكسو الأرض بتربة بركانية خصبة .. والحروب تدمج الأمم وتلقح بينها وتجمعها في كتل وأحلاف ثم في عصبة أمم ثم في مجلس أمن هو بمثابة محكمة عالمية للتشاكي والتصالح .. وأعظم الاختراعات خرجت أثناء الحروب .. البنسلين الذرة الصواريخ الطائرات النفاثة كلها خرجت من أتون الحروب.
ومن سم الثعبان يخرج الترياق. ومن الميكروب نصنع اللقاح. ولولا أن أجدادنا ماتوا لما كنا الآن في مناصبنا، والشر في الكون كالظل في الصورة إذا اقتربت منه خيل إليك أنه عيب ونقص في الصورة .. ولكن إذا ابتعدت ونظرت إلى الصورة ككل نظرة شاملة اكتشفت أنه ضروري ولا غنى عنه وأنه يؤدي وظيفة جمالية في البناء العام للصورة. وهل كان يمكننا أن نعرف الصحة لولا المرض .. إن الصحة تظل تاجا على رؤوسنا لا نراه ولا نعرفه إلا حينما نمرض. وبالمثل ما كان ممكنا أن نعرف الجمال لولا القبح ولا الوضع الطبيعي لولا الشاذ.
ولهذا يقول الفيلسوف أبو حامد الغزالي: إن نقص الكون هو عين كماله مثل اعوجاج القوس هو عين صلاحيته ولو أنه استقام لما رمى. ويقول الله تعالى : ( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ) سورة النحل آية90. وعن الحسن البصري قال: (إن الله عز وجل جمع لكم الخير كله والشر كله في آية واحدة، فوالله ما ترك العدل والإحسان من طاعة الله شيئاً إلا جمعه، ولا ترك الفحشاء والمنكر والبغي من معصية الله شيئاً إلا جمعه )، رواه البيهقي في "شعب الإيمان"
ممكن اعرف متى تم انشاء هذه المدونة
ردحذفوكيف حصلتى على اعلانات جوجل ادسنس
مقال رائع وشكرا على الموضوع.
ردحذفمدير مدونة:
أجمل صورة
من فضلك الرد على لإفادتى وجزاك الله خيرأ
ردحذفمنتظر
ردحذف