وعين الرضا عن كل عيب كليلة ولكن عين السخط تبدي المساويا ، نعم هذا هو حال الدنيا فمن يحب ويتعلق لا يرى عيب في محبوبه رغم كثرة عيوبه ، ومن يبغض لا يرى خير في بغيضه رغم أن فيه من الخير ما قد يشفع له ، ولكن سلوك التعلق والبغض كلاهما مشين ويدفع بالإنسان إلى التعامي عن الحقيقة والإساءة لنفسه أو لغيره بالانتصار للحبيب ظلماً وظلم الذي يبغضه لذلك قال صلى الله عليه وسلم أحبب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بغيضك يوماً وابغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوماً
عموماً الشعر الذي بدئنا به مقالنا هو للإمام الشافعي رحمه الله
وفي موضوعنا هذا نسلط الضوء على خيانة الحبيب
وهو الأمر الذي يرفض جميع المحبين تخيله أو وضعه كاحتمال
رغم أنه وارد بل ويحدث للكثير منهم ولكن يحدث بعد أن يتغلغلوا بالعلاقة
فيكون من الصعب تقبله فيبدأ أحدهم يبكي حد الإنهيار
أو يحاول أن يؤذي نفسه ليخسر الآخرة لخطأ جنايته على نفسه
وقبل أن نذكر علامات تدلل على عدم إهتمامك المحب بحبيبه
وهذه العلامات إن ظهرت فينبغي للإنسان أن يكسب كرامته
وأن لا يسيء لنفسه ولينسحب وكلما تعجل الإنسحاب كان الأمر أهون وأيسر
ناهيك عن ذلك فلا يراجعه في الأمر إن ثبت له
فسيجده يختلق أعذاراً واهية أو أسوء من ذلك أن يصارحه بأنه لا يجد الراحة والسعادة معه
ثم يبدأ على أعتابه يتذلل ويقول له ماذا بدر مني ولم تفعل بي كذا وقد كنت تعلقت بي ...
عموماً هو سلوك بشري والخيانة مجبولة في دم بعض البشر لا يمكن تغيريها
فلربما يجدون لذة في كسر قلوب الناس فلا تكسر نفسك أنت غني بصلتك بالله عن الجميع
إن أدركت تلك الصلة وداومت على طاعته
وهذا الموضوع موجه بشكل عام وإن كانت أعراضه تكثر في الحب الحرام
والذي يلتجئ إليه بعض الشباب والفتيات لسد شهوة وفراغ والتسلية قبل الزواج
فينبغي لك أن تكون كيساً فطناً وأن لا تسئ لنفسك
وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى وفارق ولكن بالتي هي أحسن
ثم إن تفكير الإنتقام لأن شخص خان قلبك هو سلوك منبوذ كذلك
أي أن تحاول فضح أسراره وخصوصياته لأنك اكتشفت إهماله ليس أقل من الخيانة
فكلاهما سلوك غير لائق ويهين صاحبه قبل أن يسئ لغيره
وهما في جملة الآثام عند الله عز وجل
عموماً ننتقل بعجلة للنقاط التي قد تشير لك إلى أن رفيق دربك يميل للتغير
إن أصبح رفيق دربك كتوماً فجأة ولم يعد يصارحك بما يحدث معه فاعلم أنها بداية تغير له
إذا بدأ بافتعال مشاجرات معك وتوجيه كلمات جارحة لك دون أي سبب فاعلم أنه يلوح بأنه يريد الإبتعاد واتهامك أنت بأنك سبب إفساد العلاقة " متأملاً أنه إن فشل في العلاقة الأخرى فسيعود لك ويقول أنك السبب في إنهاء علاقتك به " مستغلاً حبك له بمعنى هو يريد أن يخسرك باختيارك وليس باختياره حتى يجعلها مبرر لعودته في الوقت الذي يشاء إن لم يرى غيرك أفضل منك
إذا ضبطت الشخص يكذب في أماكن تواجده ويحاول كتم حتى أماكن ذهابه عنك
إذا وجدته يعلل غيابه عنك لفترات طويلة بالانشغالات والضغط وظروف الحياة
إذا أصبح يماطل كلما طلبت منه جلسة للمصارحة أو العتاب لتعلم أي جرم اقترفته ليتغير نحوك
وهذه صفات عامة
أما إذا أردت معرفة خيانة شريكة حياتك لك " زوجتك " فلاحظ التالي
ستجدها لن تغضب من تصرفاتك أبداً مهما فعلت وتشعرك بلا مبالاة لا متناهية تجاه أي كلمة منك
لن تجلس وتحدثك عن تفاصيلها اليومية
ستجد أنها تبتعد عن طلب خدمتك في أي شيء أو مساعدتها
سيتغير الأمر فستبدأ أنت بالحديث عن نفسك وعلاقتك بأصحابك ومجريات حياتك عكس ما اعتدت عليه في بداية ارتباطكما وهي ستكتفي بالصمت والاستماع
بل وأكثر لن تنتقد سلوكيات منك أبداً بل ستكثر من مديحك والإطراء عليك بغرض تجنب الخلافات معك
في نهاية هذا المقال قد يكون هناك أشخاص يتصرفون بهذه التلقائية ولكن ليس من باب خيانة بل من باب برود وإحباط أصيبوا به فلا تتسرع في الحكم ولكن إن ظهرت هذه المؤشرات فينبغي أن تحترس ولا تسئ لنفسك بالترجي والتذلل لكي تعرف سبب هذا التغير منه وتحمل نفسك فوق طاقتها وأنت لم تقترف ذنباً ينبغي أن تستعد للنهاية قبل أن يباغتك بها بعد أن ييأس من كل المحاولات بالإبتعاد عنك
0 التعليقات
إرسال تعليق