يقول الشاعر : لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها ، يبدو أن الحماقة لا تقتصر على سلوك بعض البشر الذين يتعاملون مع المواقف بسذاجة شديدة ، ويفعلون أشياء تندمهم طيلة حياتهم في مواقف عادية من المفترض أن يمارسوا العادات المتعارف عليها فضلاً على أن نقول أن يظهروا قليلاً من الفطنة والذكاء
وقد ورد في الصحيح نقلاً عن المسيح
" عالجت كل أكمه وأبرص مشوه لكنني لم أطق قط علاج الأحمق "
وعلى الرغم من معرفة أي متابع لعالم الحيوان
بذكاء الأسود عند افتراس صيدها والانقضاض عليه
والكمائن المحكمة التي تنصبها اللبوات والأسود من أجل ذلك
والتي قد توقعنا نحن البشر
فتلك اللبوة تعدو مثلاً نحو فريستها لتجعلها تسير في اتجاه معين وتحصرها فيه
ليكون في ذلك الاتجاه الذي تركض فيه الفريسة فارة من اللبوة
لبوة أخرى قد كمنت في المكان لتنقض على الفريسة فور وصولها إليه من بين الحشائش والأشجار
ولكن المضحك في هذا الكمين أنه كمين بارز
وقد رأى ذلك العجل الأسد عن بعد وهو يكمن له ويختبئ
ومن المفترض في عالم الحيوان فيما نراه ونشاهده
أنه عندما يفتضح أمر الكمين ويلاحظ المفترس أن الفريسة انتبهت
يبدأ بالركض السريع نحوه ليربكه وينقض عليه
ولكن الأسد يرى العجل والعجل يرى الأسد
ولا ذلك يركض لينقض ولا العجل يهرب من مكانه
فالعجل يحاول الإختباء من الأسد خلف الشجرة التي فضح أمرها
والأسد يسير بخطوات بطيئة معتقداً أن كمينه لم يكشف بعد
وبالتالي فهو أسد أحمق ولكنه قابل عجلاً أكثر حماقة منه
لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها
ردحذف