يحكى أنه كان هنالك رجل قوي ومع ذلك فقد كان قليل المروءة
وكان يقطع الطريق ويسلب المسافرين متاعهم
سواء أكانوا رجالاً أو نساء أو أطفالاً أو شيوخاً
فلم يكن يراعي خلق أو إحترام
وكان له ابن صالح متذمر من فعله
ودائم الخلاف معه ومع ذلك فإنه لا يستطيع أن يغير من تصرفات والده
فكان يدعو الله على الدوام أن يهدي والده ويصلح حاله
وفي أحد الأيام مر تاجراً عجوزاً عن المنطقة التي يتواجد بها قاطع الطرق
فهجم عليه وسرق منه جميع متاعه
ولم يكتفي بأن سرق زاده وبضاعته المحمولة على جماله وأمواله
بل أيضاً سلبه الجمل الذي يركب عليه
وألقاه أرضاً في تلك الصحراء يواجه الموت
ولم ييأس الرجل العجوز من وجوده في هذا المكان لوحده ويسلم
فقد ظل يصلي ويدعو الله عز وجل أن يفرجها عليه
حتى مرت جماعة من المسافرين بقرب المكان فالتفتت له
وجاءت لنجدته فأخبرهم بالقصة فحزنوا لما جرى له
وقرروا أن يبحثوا معه ويساعدوه على استعادة ماله دون جدوى
فأوصلوه لبلده وقد عزم هذا الرجل العجوز أن يرد ماله من قاطع الطرق وأن يلقنه درساً قاسياً
وبالفعل بحث طويلاً حتى استدل لمنزل قاطع الطرق
وعرف أن له ابن صالح لا يرضيه ما يفعل والده
وعمد إلى عمل خدعة فذهب لذات مكان علم بتواجد قاطع الطرق فيه في الصحراء
وعندما اقترب من قاطع الطرق تظاهر بالإرهاق والتعب والبكاء ولم يكن يحمل إلا زاداً يسيراً
أخفاه عن نظر قاطع الطرق
فجاء قاطع الطرق وقال له ما خطبك أيها العجوز
فقال له لقد هاجمني قاطع طرق شاب وسلبني بضاعتي وأموالي وبغلتي
فاستغرب قاطع الطرق وقال له هل هاجمك شاب وسرق بضاعتك في هذا المكان
فقال له الرجل العجوز وهو يتظاهر بالبكاء نعم فعل
فقال له قاطع الطرق من يجرؤ على فعل ذلك ، هلا أرشدتني إلى المكان الذي قصده
فقال له العجوز أعرف إلى أين ذهب ولكن ليس باستطاعتي اللحاق به
أنا متعب جداً
فطلب منه قاطع الطرق أن يركب على جمله معه
وكان يفكر في أن يدله ذلك الرجل العجوز على قاطع الطرق الشاب
ليسرق منه البضاعة التي سرقها الشاب من العجوز ثم يرمي ذلك العجوز مجدداً
وبالفعل ركب الرجل العجوز على الجمل برفقة قاطع الطرق وبدأ السير
حتى إذا وصلوا إلى منحدر قمة تشرف على واد
أسقط التاجر العجوز بعض الأكياس فسقطت من أعلى القمة إلى الواد
فقال له قاطع الطرق ما هذه الأكياس
قال له أكياس نقود بقيت معي لم يلحظ قاطع الطرق أنني أحملها
فغضب قاطع الطرق وقرر أن ينزل للواد ليأتي بها
وعندما هم بالنزول عن الجمل دفعه التاجر العجوز فهوى إلى أسفل الواد
ضحك التاجر العجوز وقال له ألم تعرفني أنا الرجل الذي سلبته ماله وبضاعته أيها المغفل
وقد استعدت مالي منك
لأن جمل قاطع الطرق كان محملاً بالكثير من المال
وفي طريق عودة التاجر العجوز للبيت قرر أن يذهب لابن قاطع الطرق ويخبره بما حصل
كي ينقذ الابن أباه ويعرفه أن هذا جزاء ما اقترفت يداه
وبالفعل ذهب التاجر العجوز للابن وقال له أدرك أباك قبل أن يموت
فهو ملقى قرب الواد بلا طعام أو شراب
وحدثه بالقصة
فشكر الابن صنيع ذلك التاجر العجوز الطيب
وذهب لأباه ليعلمه أن الجميع باستطاعته أن يخدع ويغدر ويكيد ويسرق
ولكن في النهاية الدين والخلق هم الضابط الذي يمنع ذلك الشر
رائعه حقيقه
ردحذفبجد جميله جدا جدا
ردحذفرائعة وكثيره هذه الايام في الساسة العرب
ردحذفروعة رائعة
ردحذف