أم جابر امرأة مكافحة مات زوجها وهي شابة لم تبلغ الثالث والعشرين من العمر ، و رغم صغر سنها إلا أنها رفضت الزواج بعد زوجها ، وقررت التفرغ لتربية طفلها الوحيد جابر ، تحدت هذه الأم صعوبات الحياة ومشقتها ، متحملة صابرة كي يحيا ولدها حياة كريمة ، ومع مرور السنين ، كبر جابر وكبرت معه أحلامه و طموحه ، ورغم تجاعيد وجهها وشيب رأسها إلا أنها لم تُشعر ولدها ولو للحظة أنها نادمة على ما فاتها من قطار الحياة في شبابها ، بل إنها ومع بؤس حالها باعت كل ما تملك من بقايا ذكريات زوجها ؛ كي يخرج ولدها جابر طبيبا من جامعته ...
لم يكن جابر ناكرا لمعروف أمه ، لكنه كان متذمر نتيجة الفقر الذي يعانيه معها ، ينظر لأن يعيش مع أمه في رغد و رفاهية ، وكان كثيرا ما يردد أمامها عبارة ( سأقبر الفقر بأي وسيلة يا أمي ) وفي سنة تخرجه من الجامعة تعرفت إحدى طالبات قسم الطب عليه - و هي ابنة لرئيس إحدى المشافي الخاصة المشهورة - وتقربت منه هذه الطالبة بعدما علمت بتميزه في القسم و تفوقه الدائم على زملائه ، انتهز جابر هذه الفرصة و تعلق بها تعلقا شديدا ، وعلى الرغم من أن جابرا كان على علم بأن هذه الشابة تنظر للفقراء نظرة استحقار و أن تقربها منه لم يكن إلا لتفوقه ، إلا أنه كان يحاول إقناع نفسه غير ذلك ، فيبتعد عن الحديث عن أمه تلك السيدة الطيبة البسيطة ، تقدم جابر لخطوبة هذه الطبيبة ، فوافق والدها شرط أن يعمل جابر في مشفاه الخاص ، شعر جابر بسعادة كبيرة و بأن ما يخطط له أصبح يسير بأسرع مما توقعه ، لكنه تذكر والدته التي أخفى عنها كل هذه الحقائق ، وعند إخباره لها شعرت الأم بساعدة ممزوجة بالحزن والخوف من مستقبل قد تخسر فيه ابنها الذي هو ثمرة حياتها خاصة أنه أخفى عنها قصته لوقت طويل ، طلبت الأم من ولدها أن ترى عروسه فتلعثم ، ثم وعدها أن يكون ذلك في أقرب وقت ...
مرت الشهور وجابر يحاول إقناع عروسه أن تأتي لترى والدته ، لكن لا فائدة .. بل إنها أثرت عليه فبدأ يتهرب من أمه ويغيب عن بيت أمه أيام ، وجاء وقت الفرح الذي علمت به الأم من الصحيفة ، لم تستطع الأم أن تترك ولدها في هذه الليلة دون أن تشاركه فرحته ، فذهبت وهي تبكي على حبيب قلبها الذي تركها وكأنها شيء غير مرغوب به ، دخلت الأم فندق الفرح رغم محاولة الحراس منعها من ذلك ، و توجهت نحو ولدها جابر و احتضنته و قبلت جبينه ، همست العروس في أذن زوجها طالبة منه أن يطردها خوفا مما أسمته الفضيحة ، في البداية رفض جابر فعل ذلك مبررا أنها أمه ، أصرت العروس على طلبها وهددته أن تقوم هي بذلك ، طلب جابر من أمه باستحياء مغادرة الفندق ، ومع مغادرة الأم لهذا الفندق دارت كل ذكرياتها مع ولدها و ضاقت بها الأرض ، بل تمنت لو أنها قد ماتت قبل هذه الحادثة ، و جابر من بعيد يرقب سير أمه وبكائها ورجفتها ، هنا لحق جابر بأمه وقبل قدميها أما الجميع وقال بأعلى صوته : هذه أمي المرأة التي صنعتني بكدها التي حرمت نفسها لأجل ما وصلت إليه هذه المرأة أتشرف بها فإن كنتم تقبلون بي لنجاحي وجب عليكم أن تقبلوا بصانع هذا النجاح .
بارك الله بهذا الولد الذي لم ينكر الجميل التي صنعته له امه
ردحذفالأم أفضل من الأب
ردحذفوالأب أفضل من الزوجة
القناعه كنز لا يفنا بارك الله في الا م الفاضله وفيك ياابنى
حذفألأم هي الوطن وهل يستطيع أحد العيش بدون وطن .. وإن عاشَ فيكون ذليلاً ,, قصة رائعه
ردحذفكما تدين تدان و أنتظر ما تفعل بك الأيام
ردحذفكما تدين تدان و أنتظر ما تفعل بك الأيام
ردحذفبارك الله فى امثاله ونسأل الله ببره لوالدته ان يسعد فى حياته
ردحذف