كان هذا الطفل يلعب في البيت بكرته ، وأثناء لعبه سدد كرته فجاءت في أحد نوافذ المنزل ، فتحطمت تلك النافذة ، فغضب الأب غضباً شديداً وأمسك بعصا أمامه وأوسع الطفل ضرباً دون شفقة أو رحمة
وكانت تلك العصا مليئة بالمسامير الصدأة التي دخلت في جسد هذا الصبي وسط هذا الضرب الجنوني
وعندما انتهى ذلك الوالد من الضرب جر الصبي نفسه إلى فراشه وبات ليلته وهو خائف
ولاحظت الأم أن يدي الطفل مخضرة أثناء نومه
فصرخت وفاق الأب وحمل الطفل للمشفى
وهناك أخبروه أن كفي الطفل متسممان وأنه يجب قطعهم على الفور
قبل أن يتطور الأمر أكثر ويصبحوا بحاجة لقطع أجزاء أكبر من جسد هذا الطفل المسكين
فوقع ذلك الأب على قبوله بقطع كفي طفله وتم قطعهم
وعندما أفاق الطفل من التخدير ووجد الكفين وجزء من اليد قد تم قطعهم
بدء يقسم لوالده أنه لن يكون مشاكساً ولن يكسر أي شيء بعد اليوم
بشرط أن يعيد الأب له يداه
عندها شعر الأب بضيق شديد فانتحر معلناً نهاية حياته
فجاء الشاعر عدنان عبد القادر أبو المكارم ليروي قصة الغلام وأبيه بطريقته كسر الغلام زجاج نافذة البنا ... من غير قصد شأنه شأن البشـر فأتاه والده وفي يده عصا ... غضبان كالليث الجسور إذا زأر مسك الغلامَ يدق أعظم كفه ... لم يبق شيئاً في عصاه ولم يذر والطفل يرقص كالذبيح ودمعه ... يجري كجري السيل أو دفق المطر نام الغلام وفي الصباح أتت له ... الأم الرؤوم فأيقظته على حذر وإذا بكفيه كغصن أخضر ... صرخت فجاء الزوج عاين فانبهـر وبلمحة نحو الطبيب سعى بـه ... والقلب يرجف والفؤاد قد انفطر قال الطبيب وفي يديه وريقة ... عجّلْ ووقّعْ ها هـنا وخذ العبر كف الغلام تسممت إذ بالعصا ...صدأ قديم في جوانبها انتشر في الحال تقطع كفه من قبل أن ... تسري السموم به ويزداد الخطر نادى الأب المسكين واأسفي على ... ولدي ووقّعَ باكيا ثم استتر قطع الطبيب يديه ثم أتى به ... نحو الأب المنهار في كف القدر قال الغلام أبي وحق أمـي ... لا لن أعود فرُدَ ما مني انبتر دهشَ الأب الجاني وألقى نفسه ... من سطح مستشفىً رفيعٍ فانتحر
0 التعليقات
إرسال تعليق