[ أوثار ] اسم لأحد الملوك القدماء اللذين عاشوا في رفاهية ونعيم عظيم .. و لم يكن يكدر خاطره سوى أنه كان سمينا كثـير الشحم واللحم ....
ويعاني الأمرين من زيادة وزنه.. فما كان من الملك [ أوثار ] إلا أن جمع الحكماء والأطباء لكي يجـدوا له حلا لمشكلته ويخففوا عنه قليلا من شحمه ولحمه.. لكن سمنه أعياهم جميعا ولم يجدوا شيئا يخففوا به وزن الملك ويزيل كرشه ! سمع بحال الملك رجـل عاقل لبـيـب حكيم يدعى [ ديجارو ] فما كان منه إلا أن استأذن بالدخول على الملك فأذن له وقال: " يا جلالة الملك .. لك عندي ما يسرك.. ويزيل عنك ما يسوؤك من أمر سمنك ". فـقـال له المـلـك: " عالجـني ولك أن أدفع لك من المال ما يُغْنِيْك " !! قال الحكيم [ ديجارو ]: " أصـلح الله المـلك.. أنا طبـيـب مُنَـِّجمٌ عندي علم بالطوالع [ الطالع ما يسمى بعلم النجوم والأبراج والحظ .. والطالع من أعمال الجاهلية التي جاء الإسلام بإبطالها وحرمها ].. ثم قال الحكيم [ ديجارو ]: " دعني حتى أنظر الليلة في طالعك ... لأرى أي دواء يوافـقه ".
فلما أصبح الحكيم [ ديجارو ] قال: " يا جلالة الملك.. إني أطلب منك الأمــان " !! فلما أمنه الملك [ أوثار ] قال الحكيم [ ديجارو ]: " رأيت طالعك يـدل على أنه لم يـبق من عمرك غير شـهر واحد ... فإن اخترت عالجتك وإن أردت التأكد من صدق كلامي فاحبسني عندك .. فإن كنت صادقا فخلِّ سبيلي.. وإلا فاقتلني " !!! فما كان من الملك [ أوثار ] إلا أن بحبـسه.. ثم احتـجب الملك عن الناس وخلا وحده ... وقد أصابه من الغم ما أصابه.. وكان كلما انسلخ يوم ازداد الملك هما وغما حتى هزل وخف لحـمه.. وزال كرشه.. ولما مضى ثمانية وعشرون يوما.. ما كان من الملك إلا أن أخرج الحكيم ثم قال له: " ما ترى " ؟! فقال الحكيم [ ديجارو ]: " أعز الله الملك ... أنا أهون على الله من أن أعلم الغـيب.. والله إني لا أعلم عمـري فكـيف أعلم عمـرك !! ولكن لم يكن عندي دواء إلا الغـم.. ثم إني فكرت في طريقة أجلب إليك من خلالها الهم فاهتديت إلى هذه الطريقة.. فإن الغـم يذيب الشـحم " !!!!! فأجازه الملك على ذلك وأحسن إليه غاية الإحسان .. وذاق الملك حلاوة الفـرح بعـد مـرارة الغـم !!
0 التعليقات
إرسال تعليق